الخميس، 31 يناير 2013

الطريق الى الليبرالية



الطريق إلى الليبرالية
الليبرالية كفر , الليبرالية إلحاد , الليبرالية دمار للمجتمع الشرقي , الليبرالية ستجعل المجتمع منحل .
هذه الكلمات كانت أول ما اسمع عن الليبرالية . حقا بداية مؤسفة فكلما سألت شخص ما عنها قال لي كــفـــر وبدون إبداء أسباب مقنعة  حتى أن معظمهم اختلطت لديه الأمور بين الليبرالية و العلمانية وردود فعل تدل على دناءة تفكير أصحابها فكل ما يهمهم / سينتشر الزنا . الشارع هيبقى كله جنس , هينفع تتجوز كلبة مثلا .
ولأنني دائما لا استسلم ولأننا تعلمنا في الفلسفة أن العقل هو مصدر التحكيم البشري في مثل هذه الأمور أنهيت عشائي ولا يوجد في ذهني إلا هل حقا الليبرالية كفر و أسئلة عديدة من هذا القبيل لا أخفي عليكم  إنني كنت سأصدق هذا في بادئ الأمر ولكن بدأت مرحلة البحث عن الحقيقة.
بدل من ألقى بجسدي على السري لكي أنام , بدأت ابحث بين صفحات الشبكة العنكبوتية– الانترنت – عن الليبرالية و علاقتها بالأديان و تفاجأت كغيري من الليبراليين في بادئ الأمر أيعقل هذا ..... ؟ فكر ولا افصل فكر يحمي ويصون الحرية للإنسان فكر يسمو بالعقل من مجرد عضو بشري في أجسادنا إلى مراحل التفكير و الإبداع بل و التحكيم وهذا ليس بالشيء الغريب على الإنسان المثقف .
أتذكر جيدا في تلك  الليلة نمت ولا يزال هاتفي المحمول معروضا على شاشته الليبرالية أهدافها و توضيح لجوانبها ولقد  نسب إليها أشياء وعيوب هي بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب ذهبت للمدرسة وقابلت الأستاذ/ مدرس الفلسفة فهو أول من ذكر كلمة الليبرالية إمامي . نعم اذكر تلك الحصة و اذكر جيدا انه قال أن الإمام : محمد عبده كان ليبراليا مسلما هذا لا يتعارض بمعتقدي الأساسي – الإسلام – وبدأت أسأله لماذا لم توضح لنا أن الليبرالية تختلف في كل مجتمع لذا بقيت في عقولنا ليبرالية الغرب وحريتها المطلقة بدون شرط أو جزاء فقال لي هذه خطة تعليمية ! إنما ن كنت تريد معرفة الحقيقة فسأفهمك إياها وبدأ يقص علي تاريخ الليبرالية في بلادنا الإسلامية بداية بالإمام محمد عبده و أ/ احمد لطفي السيد انتهاء بالعصر الحديث من الليبراليين .
أسألك بربك أيه القارئ هل هذا حق طلاب العلم لماذا لا تتضح كافة الآراء إمامهم  لماذا نحن  الطلاب ومن المفترض أن نكون على درجة عالية من الثقافة و أكثرنا لا يعرف المصطلحات السياسية ليبرالية شيوعية علمانية رأسمالية ... و الخ  وأكثرنا مجبر أن يكون هكذا أو كذلك فأنت لم تسأل أبدا لماذا أنا ممنوع من فعل هذا أو لماذا مجبر على فعل ذلك .
فنحن بشر والبشرية لها قدسيتها وان كانت بعض الحكومات و الثقافات لا تعترف بقدسية البشرية إلا من خلال مشاركتها في اجتماعات حقوق الإنسان . ناهيك عن الشعارات التي تعودنا سماعها ولا نرى له أي ذرة تنفيذ على أرض الواقع.
لكي لا أطيل كان طريقي طويلا فمنذ أن علم أصدقائي المقربين بأنني أصبحت ذا فكر ليبرالي وبدأت هجمات  التكفير و المعارضة فهذا صديقي العزيز صاحب التوجه السلفي يحاول " إرجاعي إلى صوابي " على حد قوله و أخر يقول " وا أسفاه يا صديقي ما الذي دفعك إلى طريق الظلال" إني لأتعجب من ردود الفعل هذه , وللأسف فهذا مجتمعنا الذي يرفض التغيير إلى الأفضل والتغير الفكري بوجه التحديد . وان كنت عزيزي القارئ ليبراليا فهذا ليس بالجديد عليك فأنت تواجه الانتقادات ليل نهار , وان كنت مثلي من الليبراليين الجدد فأنا أؤمن أن هذا أمر قاسي و ليس بالهين , أما  إن كنت ليس ليبراليا وتبحث عن الحقيقة فسأقول لك أفهم الليبرالية جيدا قبل أن تناقشها مع أي شخص وان فهمتهما واقتنعت بها ستستطيع إقناع أي شخص برؤيتك  وان لم تقتنع فستعرف كيف تتحاور عنها تحاور جيدا
ونهاية كان طريقي لليبرالية في مجتمعنا  طريقا شائكا ولكن لا يهم تلك الجروح التي أصابتني  بسبب الأشواك , الأهم المكسب الفكري الذي جنيته من أشجار الليبرالية و الفلسفة بعد هذا الطريق

عمور الصديق

هناك تعليق واحد:

Ibrahim Hosny يقول...

بدايه موفقه جدا جدا فقط استمر :D

ابراهيم

ال سعود و ال نهيان والشيطان في مكان ما

علم دولة السعودية والامارات العربية طفولتي التي قضيتها في احضان بلاد الحرمين حيث قبلة المسلمين التي تدر الملايين على ال سعود وحيث ال...