الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

ما بين " قهوة " و " خيال "




فتى في مقتبل عقده الثالث يجلس على احدى المقاهي حامﻻ معه بعض الكتب
شاب وسيم " ع حسب قولهم " برغم تلك النظرة الحادة التي تخفيها نظارته
نحيف ونحيف جدا يظهر ذلك بكل وضوح على مﻻبسه ....
ذلك التي شيرت اﻻحمر الغامق غمقانا يشبه غموض حياته التي يعيشها
يرتدي بنطاﻻ اسودا وحذاء رياضي أسود
وتلك الحظاظة بنية اللون التي تلتف حول معصمه كما تلتف تلك المشاكل حول عنقه ...

يجلس ممسكا بهاتفه اﻻسود مخاطبا لصبي القهوة " قهوة .."  يكمل له الصبي " قهوة فرنساوى زيادة " فهو معتاد على ان الفتى ﻻ يطلب اﻻ تلك القهوة .
يغمض عينيه ويأخذ تنهيدة طويلة وشاقة فذلك النفس الخارج من اعماق اعماق صدره يخرج بصعوبة حامﻻ معه كمية من اﻻهات ﻻ تعد وﻻ تحصى ..
يغمض عيناه . يرفع النظارة لمنتصف رأسه . تتكأ رأسه على حافة الكرسي
أذناه تهمل كل اﻻصوات التي بجواره
عقله يعطيه جرعة من الخيال الذي يعشقه كعشقه لفتاته
في ذلك الخيال ...
كان جالسا يحتضن فتاته بكل عشف فهي تعشقه عشقا لم تعرفه بنات حواء من قبل
يهمس في اذنها وكأن صوته نسمة هواء باردة ترتطم باذنها حاملة معها السعادة واﻻمل
فطالما ما منحا الامل لبعضهما البعض
يهمس لها قائﻻ " باكره نفسي لما بتزعلي مني "
قالت له بصوت يملؤه الحنين " عمر . فكك بقى ياحبيبي انا اصﻻ معرفش ازعل منك محدش بيزعل من .. "
قاطعه صوت صبي القهوة .. " باشا . ياباشا .. القهوة ياباشا " ...
فتح عينيه لما ينطق بحرف واحد فقط هز رأسه بابتسامة خفيفة
بدأ يرتشف بعضا من قهوته متناسيا معها تلك المرارة التي تملأ تفاصيل حياته
كل مايحتاجه اﻻن ان ينهي القهوة ويتجه سريعا ليخفي نفسه في تلك الغرفة المظلمة ..
لماذا يعشق الظﻻم والهدوء !
ﻻ أحد يعرف .. حتى هو ﻻ يعرف السر في ذلك
" فدائما مايكمن السر بداخلنا التي يصعب علينا أن نفهمها " .




 

ليست هناك تعليقات:

ال سعود و ال نهيان والشيطان في مكان ما

علم دولة السعودية والامارات العربية طفولتي التي قضيتها في احضان بلاد الحرمين حيث قبلة المسلمين التي تدر الملايين على ال سعود وحيث ال...